الوسطاء القطريون يتدخلون لإنقاذ المحادثات اللبنانية 5/20/2008

الوسطاء القطريون يتدخلون لإنقاذ المحادثات اللبنانية 5/20/2008 1:00:55 am


الوسطاء القطريون يتدخلون لإنقاذ المحادثات اللبنانية
الدوحة (رويترز) - كثف الوسطاء العرب بقيادة قطر جهودهم لإنقاذ المحادثات الرامية لإنهاء الازمة اللبنانية يوم الاثنين بعدما منيت المفاوضات بين الحكومة التي تدعمها الولايات المتحدة والمعارضة بقيادة حزب الله بانتكاسة.

وعاد الزعماء المتنافسون من حيث بدأوا فيما يبدو في اليوم الرابع من المفاوضات المكثفة في الدوحة لكن الوسطاء تمكنوا من الإبقاء على استمرار المحادثات وحافظوا على الامل في إمكان التوصل لاتفاق يبعد لبنان عن شفا حرب اهلية.

وقال سعد الحريري زعيم الائتلاف الحاكم للصحفيين ان فريقه لن يغادر الدوحة دون التوصل لاتفاق.

وتدخلت الجامعة العربية الاسبوع الماضي لانهاء أسوأ قتال داخلي في لبنان منذ الحرب الاهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990 وتمهيد الطريق لمحادثات الدوحة لمحاولة انهاء أزمة استمرت 18 شهرا.

وعقد رئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر ال ثاني جولات جديدة من المحادثات مع كلا المعسكرين حتى وقت متأخر من الليل. وقدم مقترحات يوم الاحد بشأن تقاسم السلطة في حكومة جديدة وكان من المتوقع التوصل الى تسوية بشأن قانون انتخابي جديد يوم الاثنين.

وسيمهد الاتفاق بشأن تلك النقاط الطريق امام البرلمان اللبناني لانتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا للبلاد ليشغل المنصب الخالي منذ نوفمبر تشرين الثاني الماضي.

لكن بيانا من زعماء المعارضة بعد الاجتماع يوم الاثنين كان يفتقر للتفاصيل وكرر المطالب القائمة ليسبب خيبة أمل للائتلاف الحاكم ويلقي بظلال من الشك على المحادثات.

لكن امير قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني انضم الى رئيس وزرائه وثمانية من وزراء خارجية جامعة الدول العربية في المحاولة للخروج بمقترحات جديدة.

ولاتزال المباحثات الاخيرة متعثرة بشأن تقسيم الدوائر الانتخابية في بيروت معقل تأييد الحريري ولم يتم الاتفاق بعد على تقاسم السلطة في حكومة جديدة.

وقال احد مندوبي المعارضة ان حزب الله رفض عرضا بالحصول على حق النقض (الفيتو) في حكومة جديدة مقابل تنازلات في قانون الانتخابات. ويعترف الموالون للحكومة بالحاجة الى التنازلات لكنهم قالوا ان المحادثات ركزت على الحزمة برمتها.

وينظر الى التقسيمات الانتخابية في اي قانون على انها مسألة جوهرية في الانتخابات البرلمانية في 2009. وقال احد المندوبين ان القانون والتقسيمات ستحدد من سيحكم لبنان في السنوات الاربع المقبلة.

وعقد الوسطاء محادثات مكثفة مع كلا المعسكرين طيلة يوم الاثنين دون التوصل الى انفراجة.

وقال أحمد فتفت وهو عضو في الاتئلاف الحاكم لقناة (إل.بي.سي.) الفضائية اللبنانية ان الكل يشعر بأنه اذا استمرت المحادثات وقتا أطول فستكثر الخلافات كما أن هناك من لا يريدون التوصل لاتفاق. وعبر عن أمله في التوصل لاتفاق مساء الاثنين او صباح الثلاثاء في أسرع وقت ممكن لكنه أكد أن الائتلاف الحاكم لن يتراجع عن مباديء المفاوضات ومن بينها قضية السلاح.

واستغل حزب الله قوته العسكرية هذا الشهر لاحباط محاولة من الحكومة لتقليص قوته وسيطر لفترة وجيزة على المناطق التي تقطنها غالبية مسلمة في بيروت في قتال بينه وبين مسلحين موالين للحكومة الامر الذي ادى الى مقتل 81 شخصا على الاقل.

وأثارت هزيمة المسلحين السنة والدروز المؤيديين للحكومة التوتر الطائفي ووضعت البلاد على شفا الحرب.

وتلقي الولايات المتحدة مسؤولية الهجوم الذي نفذه حزب الله هذا الشهر على عاتق ايران وسوريا اللتين تدعمان الجماعة الشيعية.

وطالب الائتلاف الحاكم بضمانات واضحة بأن حزب الله لن يستخدم سلاحه ضد منافسيه اللبنانيين مرة أخرى. لكن قضية سلاح حزب الله ليست مطروحة على جدول الاعمال الرسمي لمحادثات الدوحة ورفض حزب الله مناقشتها.

وقال محمد فنيش السياسي بحزب الله للوكالة اللبنانية الوطنية للاعلام ان حزب الله لن يقبل اضافة "سلاح المقاومة" الى جدول الاعمال.

وليس هناك جدول زمني لمحادثات قطر ولكن بعد مرور اربعة ايام يقول مندوبون ان الوقت يوشك أن ينفد. ومن المقرر ان يتوجه الشيح حمد للسعودية يوم الثلاثاء لحضور اجتماع مجلس التعاون الخليجي وسيبدأ جولة خارجية في وقت لاحق من الاسبوع.

ويوجد في الدوحة ثمانية من وزراء خارجية العرب لكن لا يمكنهم البقاء لفترة مفتوحة حتى تحل مشاكل لبنان المعقدة.

وقال الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى "ارجو أن نتوصل لاتفاق لاننا جميعا مرتبطون مع الاسف لدينا ارتباطات اخرى ولن نستطيع التخلي عنها ونحن لم نصل الى شيء فلا بد من مغادرة الدوحة غدا بكل الاحوال."

وقال فنيش ان المعارضة ترفض فكرة انتخاب رئيس أولا ثم تشكيل حكومة وحدة وطنية دون انجاز قانون الانتخابات.

وأدى رفض الائتلاف الحاكم للامتثال لمطلب المعارضة بالحصول على حق النقض في الحكومة الى استقالة جميع الوزراء الشيعة في نوفمبر تشرين الثاني 2006.

وقال هشام يوسف المسؤول بالجامعة العربية ان ما يحدث هو نتيجة للنزاعات التي حدثت من قبل مشيرا الى انعدام الثقة بين جميع الاطراف.